قبسات

break صلي //////// break تدخين
العادي اننا لما بيبقي عندنا شغل او كورس او اي حاجه ويجي وقت الصلي بنقول خلينا ناخد وقت نصلي ونرجع ..لكن اخر كورس دخلته كانت كلمة ناخد "بيراك" دي معناها انهم هياخدوا وقت يدخنوا في ويرجعوا
....
في حاجه عملتها الشهر دا وسعيدة جدا بيها ... انضمت لفريق بداية
واخيرا سمعت تاني كلمة بيراك صلي
...
والرائع روح الفريق ما شاء الله عليهم فعلا رائعين
انا بقي هقتبس جزء من الاجتماع
كانت كلمة من كتاب " قبسات من الرسول"
ساترككم معها
...

يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ”إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة ، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها ، فليغرسها فله بذلك أجر ”صحيح البخاري
ترى هل كان يدور في ذهن السامعين أن يقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث ! لعلهم توقعوا أن يقول لهم الرسول الذي جاء ليذكر الناس بالآخرة، ويحثهم على العمل لها، ويدعوهم إلى تنظيف ضمائرهم وسلوكهم من أجل اليوم الأكبر أسرعوا فانفضوا أيديكم من تراب الأرض وتطهروا اتركوا كل أمور الدنيا وتوجهوا بقلوبكم إلى الآخرة .

ولو قال لهم ذلك فهل من عجب فيه؟!
أليس من الطبيعي وقد تيقن الناس من القيامة أن ينصرفوا للحظة المرهوبة؟ أليس من الطبيعي والهول المهول على الأبواب أن ينسلخ الناس من كل وشيجة تربطهم بالأرض ، ويتطلعوا في رهبة الخائف وذهول المرتجف إلى قيام اليوم؟!

ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم أغرب ما يمكن أن يخطر على قلب بشر! قال لهم :“ إن كان بيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها قبل أن تقوم الساعة فليغرسها ॥فله بذلك أجر“! يا الله ! يغرسها ؟! وما هي ؟! فسيلة النخل التي لا تثمر إلا بعد سنين ؟ والقيامة في طريقها أن تقوم ؟ وعن يقين؟! يا الله ! لن يقول هذا إلا نبي الإسلام خاتم النبيين !

وهي كلمة بسيطة لا غموض فيها ، ولا صنعة، ولا ” تفنن“

أول ما يخطر على البال هو هذه العجيبة التي يتميز بها الإسلام : أن طريق الآخرة هو هو طريق الدنيا بلا اختلاف ولا افتراق! وإنما هو طريق واحد أوله في الدنيا و آخره في الآخرة . وهو طريق لا يفترق العمل عن العبادة ولا العبادة عن العمل । كلاهما شيء واحد في نظر الإسلام . وكلاهما يسير جنباً إلى جنب في هذا الطريق الواحد الذي لا طريق سواه! العمل إلى آخر لحظة من لحظات العمر! يغرسها والقيامة تقوم هذة اللحظة. عن يقين !

ولكن الذي يلفت النظر هنا ليس تقدير قيمة العمل فحسب وإنما هو إبرازه على أنه الطريق إلى الآخرة الذي لا طريق سواه. والعمل في الأرض لا ينبغي أن ينقطع لحظة واحدة بسبب اليأس من النتيجة ! والدعاة خاصة لهم في هذا الحديث درس أي درس ! فالدعاة هم أشد الناس تعرضاً لنوبات اليأس ، و أشدهم حاجة إلى الثبات !
قد ييأس التاجر من الكسب
ولكن دفعة المال لا تلبث أن تدفعه مرة أخرى إلى السير في الطريق
وقد ييأس السياسي من النصر
ولكن تقلبات السياسة لا تلبث أن تفتح له منفذاً فيستغله لصالحه
قد ييأس العالم من الوصول إلى النتيجة ولكن المثابرة على البحث والتدقيق كفيلة أن توصله إلى النهاية
كل ألوان البشر المحترفين حرفة معرضون إلى اليأس، وهم في حاجة إلى التشجيع الدائم وهم لا يتعاملون مع المادة ولكن الدعاة يتعاملون مع ” النفوس“ والنفوس أعصى من المادة ، وهي أقدر على المقاومة وعلى الزيغ والإنحر।
والسم الذي يأكل قلوب الدعاة هو انصراف الناس عن دعوتهم ، وعدم الإيمان بما فيها من الحق ، بل مقاومتها في كثير من الأحيان بقدر ما فيها من الحق ، وعصيانها بقدر ما فيها من الصلاح !عندئذ ييأس الدعاة ويتهاوون في الطريق إلا من قبست روحه قبسة من الأفق الأعلى المشرق الطليق إلا من أطاقت روحه أن يغرس الفسيلة ولو كانت القيامة تقوم اللحظة عن يقين !

إنه يقول لهم : ليس عليكم ثمرة الجهد ، ولكن عليكم الجهد وحده، ابذلوه ولا تتطلعوا إلى نتائجه ! وهو إذ يقول لهم ذلك لا يغرر بهم ولا يضحك عليهم ! إنما يقول لهم الشىء الواحد الصواب ! فحين تسأل نفسك : متى تثمر الفسيلة وكيف تثمر ، وحولها الرياح والأعاصير والشر من كل جانب؟ وحين يصل بك التفكير إلى أن تطرح الفسيلة جانباً وتنفض منها يديك ... حينئذ كيف تثمر ؟ وأنّى لها أن تعيش ؟ ألست قتلتها أنت حين أفلتها من يديك؟ ولكنك حين تغرسها في الأرض وترفع يديك لله حينئذ تكون أودعتها مكانها الحق، وعهدت بها إلى الحق الذي يرعاها ويرعاك। ولا يشغلك أن تسأل : متى تكون الثمار .. ليس هذا من عملك أنت، لست مهيمناً على الأقدار، وليس لك علم الغيب، ولا في طوقك – لو علمته – أن تمسك نفسك من الدوار! ومن تكون أنت في ملك الله الواسع الفسيح الذي لا حد له ولا انتهاء ؟! إنما أنت : مخلوق حي متحرك ، له كيان وله وزن وقوة ومكان في تاريخ الأرض، حين تقبس روحك قبسا من صانع الأرض و صانع الكون، وصانعك أنت من بين هذا الكون الكبير।

أفلا تدع إذن مصيرك مصيرك مطمئناً إلية ؟ أو لا تدع كذلك هذة الفسيلة التي غرستها ، يرعاها لك ويطلع لها الثمار؟ أولا تكتفي بدورك المطلوب منك في الملكوت الهائل الفسيح ، وتحمد الله أن لم يحملك سوى دورك هذا المحدود الميسور ؟! وحين تصنع ذلك تطلع الثمار!

لا عجب في ذلك ولا سحر!
وإنما أنت تؤدي دورك وتمضي ، فيجيء غيرك فيعجب بك وما صنعت ، فيذهب يتعهد فسيلتك التي غرست، فتنمو وتطلع الثمار। وقد تكون ”سعيداً“ بمقاييس الأرض ، فترى الثمرة وأنت حي في عمرك المحدود. وقد تمضي قبل أن ترى الثمار ولكن أين تمضي ؟ هل تمضي لأحد غير الله ، فماذا إذاً عليك حين تصل إلى هناك ، أن تكون قد رأيت الثمرة هنا، أو تراها وانت هناك ..وإنما ترضى وأنت في جوار ربك أنك غرست الفسيلة في الأرض ولم تدعها من يدك يقتلها اليأس والإهمال .